الفنانه منى عنايت بين الأبصار والانبهار والابهار.. هي حالة انسانية خارج الحدود

الفنانه منى عنايت بين الأبصار والانبهار والابهار.. هي حالة انسانية خارج الحدود

الفنانه منى عنايت بين الأبصار والانبهار والابهار.. هي حالة انسانية خارج الحدود


 آربريس ـ القاهرة / د. عبد الرزاق عكاشة 

تسألني هل توقفت مصر عن انجاب المبدعين.. وأين نحن من الخارطة اللونية العالمية للفنون والآداب.. أعود واناقش الحديث البسيط الراقي  الذي دار مع الكاتب الكبير استاذنا الروائي ابراهيم بيه عبدالمجيد..

في صحن دار د.محمود عمارة عن ضرورة عودة المعارض المصرية والندوات الأدبية خارج الوطن ..فكان ردي على الروائي الكبير ان العودة ليست الأهم لكن آلياتها هي ما يجب العمل عليه الان ولابد من دراسة طريقة الترويج والتقديم وايصا ايجاد آليات ولغة التواصل مع الأخر والأهم من كل هذا وذاك المكان والحيز الذي تعود اليه هذه الندوات والمعارض .. أن يتخلى ويكتفي الموظفين في السفارات والمكاتب الثقافية بدروهم كموظفين فقط لأنهم دمروا ثقافتنا في الخارج والداخل .

.الان لابد ان يتم الاعتماد علي المبدعين الجادين ..

.فهل من المعقول أن نترك مساحتنا وجناحنا في صالون الخريف 50  الف مشاهد ومثقف عالمي ونحصر أنفسنا في دكان المركز الثقافي او تأتي موظفة وتحارب مع عصابة من الفشلة صالون الخريف لصالح دكان لايدخله احد ..الفرنسي والاوربي لن يعترف بك في (ملعبك) تعال الى ملعب محايد الى ملاعبهم التي انتجت مبدعين كبارا هكذا فعلت منى عنايت وهكذا يجب علي وزارة الثقافة والباحثين والمفكرين الذهاب الى هناك ..لكن ندوات ومعارض تحت السلم في الداخل والخارج لن تزيد في الأمر شيئا سوى الاستمرار في تدمير الثقافة الوطنية.

منى عنايت فخر بنات وسيدات مصر في ألمانيا.. إنها فنانه ومثقفه وانسانة .. فاذا اردت ان تسأل عن خطة نجاحها وخطها البياني في التطور..

كيف كانت بدايتها وطفولتها من فترة الدراسة فالموهبة وكيف كانت تعيش ،،،

هي ابنة أسرة عريقة معروفة في ميادين الثقافة والفنون عاشت تجربة المغامرة وحدها دون دعم في ألمانيا ..

عاشت ترسم وتكتب وتناقش في الندوات مدافعة عن حقوق المرأة والإنسان ..

كما عاشت في الخط الموازي ترسم الجسد الإنساني وحواراته وتحولاته وافكاره.. عاشت ترسم الإنسان..  بين الحرية والقيود .. بين الخير والشر ..بين الرغبة والفكرة ..

عاشت تخاطب شعب (جوته) ، يوهان فولف غانغ فون غوته،  1782  الشاعر وعالم الطبيعية الفذ  وواحداً من أهم مبدعي الشعر والفكر .. منى حاورت أبناء جوته بفكر وعلم وفلسفة .. منى عنايت بنت الأسرة العريقة ثقافيا فخر مصر في ألمانيا يجب أن تكرم في وطنها ..لأنها شرفت مصر خارج وطنها ..

مصر ليست محمد صلاح كرة وصمت بعد ذلك .

تكريم الثقافة والمبدعين اهم بكثير إذا أردنا ان نصالح أنفسنا إبداعيا ..

منى راجي عنايت فنانة للانسانية خارج حدود الجغرافيا .. فريدا المصرية على ارض المانية..

في العادة تهتز الارض مرتين مرة بعوامل الجغرافيا. ومرات تحت اقدام المبدعين وهم يرفعون اعلام بلادهم على منصات التتويج.. خاصة تتويج المثقفين.. الامر الصعب جدا.. فالشعوب العربية التي اسست على الحضارات الابداعية ـ الفنون في مصر والعراق وبلاد الشام قرون من الابداع والفنون وفي الخليج العربي كشعوب تربت علي الشعر والادب ـ لكن ما حصل الان امر يدعو للعجب للنتساءل أين نحن من الثقافة والابداع اصبحا  سكان بلا مأوى ثقافي.. سكان أكواخ عالية بلا روح ولا ابداع ولا وعي..

لذا جاء هذا التتويج الاصعب لفنانة مصرية صادقة في ظل رغبات البعض في تكسير وهدم الجمال الانساني. هي بنت الفنان راجي عنايت انا شخصيا مدين له بالفضل في انتشال وعيي من الظلام هو وكل رسامي مجلة صباح الخير وروز اليوسف تلك المجلة التي غيرت وطورت في تربيتي كثيرا.. 

وكما يقول المثل المصري ابن البط عوام.. وهنا يفسر ما وصلت اليه مبدعتنا في بحر الثقافة عالميا حيث تربعت عرش أحد المراكز الكبرى المخصصة في الثقافة النسائية في المانيا، وهذا امر صعب جدا، وصلت الى درجات علمية كبري.. ثم تفجانا جمعيا بعرضها في متحف الماني كبير ويتحدث ويتحاور ويتناول اعمالها نقاد من أصحاب القيمة والقامة منى راجي عنايت التي تقدم في اعمالها طاقات تعبيرية لا حدود لها وسقف انساني لاحدود له، أمام خيال وظف بوعي وقد آمن بها أستاذها ممدوح عمار مبكرا.. بل ساعدها في السفر لتكمل مسارها العلمي بمنحة وذلك يعتبر كشهادة وثقة من معلم اب وفنان قدير إلى مبدعة شابة..             

ـالسفر جوه الحلم:

في أعمال منى خيال بريق مرصع بالحلم والامل ومزيج بين التعبرية الالمانية والروح الشرقية، مزيج بين عالمين مختلفين تسبح المراة في فضاء طازج ملون ومخصب بذهن درامي لحالة اللون. وأشكال تتحلل وتتركب وتمتزج بخيال وأوجاع داخلية تحاول الفنانة السيطرة عليها بجرعات من الفرح الملون.. 

مثل كل الفنانين الكبار.. كان تولوز لوتريك يجرع وجع العنصرية مع وجع الليل. والبحث عن حب يثلج صدره.. قمة الدراما لحياة هذا المبدع الجبار الذي غير وبدل في لحمة الفنون التشكيلية، رغم بنيته البدنية لكونه كان قصير القامة فكان يسخر منه الاخرين.. إلا أنه كان يرى نفسة ملك الفرح والسخرية من مونيه واصدقائة.. منى عنايت الرائعة في أعمالها تحاول طول الوقت السيطرة علي دراما الحياة وتبدلها فرحا خاصة انها ذهبت للسفارة المصرية لعرض اعمالها فتم رفض طلبها.. لان الموظفين ابناء مجتمعات كما ذكرت في البداية مجتمعات نسي المسؤولين فيها انهم اهل حضارة وتنكروا لذلك .. الان منى راجي عنايت تؤكد على ان مصر بها مبدعين جادين صادقين ويعترف بهم الغرب والشرق.. تبدع كما الطفلة وترسم بفخر كما فريدا. ترسم وتلون وتبدع ضد كل الظروف في مجتمعات عشش فيها التخلف البصري. ومع ذلك الف مبروك لمصر ان في أمثالها الفنانة منى.. اكثر من مبروك لمنى لانها اصبحت حالة انسانية خارج الحدود..


مقالات دات صلة

التعليقات