
مريم الفرجي بمهرجان بالهند
مريم الفرجي في الصحافة الهندية
هي خريجة المدرسة العسكرية بإفران تصبح من كبار السيناريست وتحلق في تجربة دولية سينمائية في مسلسل عالمي سيعرض على شاشات التلفزيون قريبا …
ضيفتنا التي بدأت تكوينها في المدرسة العسكرية بافران لتتخرج منها ولكن شغفها بالمسرح جعلها تتمسك بهذا الحلم انطلاقا من المدرسة العسكرية التي كانت توفر للطلبة مجالا للابداع، فتفوقت في المسرحيات التي كانت تشارك فيها في المدرسة العسكرية .. نالت تنويهات وتشجيعات ما جعل حلمها يكبر وخصوصا عندما ولجت الجامعة فكان تخصص السينما الذي توج بماستر واعداد للدكتوراه …
هنا بدأت موهبة الأكاديمية والممثلة المغربية تبرز للنور وهي طالبة لتعانق شغفها الفني الجميل من بوابة الجامعة وايضا اللغة الانجليزية التي اتاحت لها خوض مغامرة كتابة سيناريوهات عالمية وترجمتها ايضا …
من هنا بدأت حكاية ضيفتنا فركبت صهوة النجومية من بابها الواسع عبر التوجه الاكاديمي فكانت خير سفير لنجمات السينما المغربيات اويضا ممثلة للسينما المغربية في الحضور للعديد من المهرجانات والمشاركة في ندوات وتسيير ورش سينمائية والمشاركة في لجان تحكيم دولية اخرها مهرجان افران السينمائي رفقة كبار مبدعي السينما بالمغرب والوطن العربي …
في هذا الحوار المتفرد ستتعرفون عن قرب عن ضيفتنا الاكاديمية والسيناريست والممثلة المغربية مريم الفرجي…
وهكذا كان ..
كيف كان دخولك لهذا الميدان ؟.
في البداية يجب ان اخبرك انني تلقيت تعليما عسكريا، فانا خريجة المدرسة العسكرية بإفران ، ورغم صرامة التعليم في هذه المدرسة، الا انها كانت منفتحة أيضا على فنون مختلفة ومن بينها المسرح . ولا اخفيك انني كنت من بين محبي المسرح حتى النخاع، وتفوقت فيه وتمكنت من الحصول على شواهد وتنويهات في المسرحيات التي كنا نؤديها في المدرسة العسكرية .
وفي الدراسات العليا بالجامعة ، خاصة في الماستر والدكتوراه ، تمكنت من العودة الى هذا الشغف الفني الجميل في اطار شعبة اللغة الانجليزية . بحيث اشتغلت على السينما كتخصص . ثم اتيحت لي الفرصة فيما بعد ، للتدريس بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط . ثم الاشتغال على ترجمة السيناريوهات الى اللغة الإنجليزية . استفدت ايضا من حضوري ومشاركتي في المهرجانات داخل وخارج المغرب. كما كنت عضوة في عدد من لجان التحكيم وشاركت في العديد من الندوات .
وكيف كان دخولك لعالم التمثيل السينمائي والتلفزيوني ؟.
التمثيل في الحقيقة لم يكن اولوية بالنسبة لي ، كانت الدراسات الاكاديمية لهذا الفن عموما هي من تشغلني بالدرجة الأولى ، لكن في بعض الأحيان يجد المرء نفسه منجرا بطريقة او بأخرى الى عشق قديم ، وهو ما حصل لي حينما كنت ضمن ورشة لتطوير السيناريو لمسلسل دولى سيعرض على قناة نيتفليكس وفي قنوات أخرى مستقبلا . فبحكم توجهي الى كتابة السيناريو في السنوات الأخيرة وبحكم أيضا اتقاني للغة الإنجليزية وجدت نفسي في تجربة عالمية ومن داخل هذه التجربة سيطلب منى تأدية دور وجد المخرج انني انا خير من سيؤديه ، فقبلت بالأمر .
اين تم تصوير هذا العمل وكيف كانت ظروف الاشتغال ؟.
لن أستطيع ان اتحدث كثيرا عن هذا المسلسل، فانا قد وقعت على وثيقة سرية العمل. والصور التي اعطيتك، هي فقط ما سمح لي بعرضها على الصحافة. الا انه يمكنني القول بان هذا العمل كان يفترض به ان يصور جزءا منه بالمغرب . لأنى تعرفت على طاقم العمل هنا بالمغرب . ولم يكن قد كتب منه سوى عشر حلقات من السلسلة، لكن ظروف مختلفة ساهمت في تغيير الوجهة الى اليونان وتركيا وايران وكذلك التوقف لإضافة كتابة حلقات أخرى، وهكذا وجدت نفسي في صلب العمل. وتنقلت بدوري مع الطاقم الى الخارج وصورت المشاهد الخاصة بي باللغة الإنجليزية وفي ظروف كورونا الصعبة لمدة ثلاثة اشهر . ولايزال العمل مستمرا في التصوير الى الان. فهو عمل كبير جدا . ويتكون من ستة وأربعين حلقة وبأسلوب سينمائي مميز وطاقم هوليودي كبير . فالسلسلة على شاكلة الفايكينغ ومدة التصوير تقدر بخمس سنوات .
اما ظروف العمل فكانت ممتازة جدا .
هل اللغة تساهم في تطوير الفنان السينمائي ودفعه الى العالمية او على الأقل ضمان فرص اشتغال اكثر ؟
طبعا الممثل الذي يتقن لغتين أفضل من من يتقن لغة واحد ومن يتقن ثلاث لغات أفضل من من يتقن لغتين وهكذا. واللغة الإنجليزية بالخصوص لغة عالمية بامتياز. وتساهم بشكل كبير في تسريع وتيرة الوصول الى اعمال كبيرة.
اللغة الإنجليزية هي التي ساهمت في اشتغالي في الهند وإيطاليا وفرنسا و ايران كذلك .
وباعتباري انا ممثلة مغربية باللغة الإنجليزية بالأساس، كان من المفروض ان اجد مكانا في الاعمال الدولية التي تصور بالمغرب، ليس ككمبارس بحوار يتيم او حوارين ، بل على الأقل أدوار ثانوية تعطي للممثل المغربي حقه . تماما كما يفرض المركز السينمائي على الانتاجات الغربية تشغيل التقنيين المغاربة.
فقد لاحظت ان هناك غياب للممثلات المغربيات باللغة الإنجليزية، فالإنتاجات الغربية التي تصور بالمغرب تستقدم ممثلات عربيات من دول أخرى لتؤدي أدوارا ثانوية على ارض المغرب. فهذه الأدوار نحن أولى بها من غيرنا.
وماذا عن الاشتغال بالمغرب ؟.
طبعا الاشتغال في السينما او التلفزيون في المغرب ليس سهلا ، فنادرا ما يتم تطعيم الاعمال الجديدة بوجوه جديدة الا انه يبقى ممكنا .فقد سبق واشتغلت سنة 2015 في أفلام قصيرة كان اغلبها لطلبة المعهد العالي للسينما .
والان هناك مشروع بطولة في فيلم سينمائي طويل للمخرج المغربي صلاح الجبلي، بعنوان عائشة البحرية حيث سأؤدي دور عائشة . السيناريو مكتوب بشكل جميل وبحضور ممثلين اكفاء .وقد سبق وان بدأنا الاشتغال على الديكور والتحق فريق العمل بموقع التصوير ، وتم توفير كل لوازم التصوير، فتوقف العمل فجاه لظروف إنتاجية . على امل استئناف العمل من جديد مستقبلا.
وهل تم تحديد تاريخ للعودة للشروع في استكمال هذا العمل السينمائي ؟
لا ليس بعد ، اظن ان المخرج الان في الولايات المتحدة ربما عند عودته سيتضح الامر .
وماعدا هذه الاعمال هل هناك اعمال أخرى؟.
طبعا هناك اعمال أخرى، خاصة على مستوى كتابة السيناريو، فانا الان انتهيت من كتابة مسلسل اجتماعي فانتازي بعنوان (العائد) لفائدة شركة عربية بالإمارات. وسيتم تصوير العمل بلبان ودبي، وعلى ما اعتقد وما وصلني من اخبار ان البطولة ستكون لقصي خولي.
هل يمكننا الان ان نعتبرك ممثلة بالدرجة الاولى او سيناريست ؟.
اذا اردت ان أصنف نفسي الان، حسب ما امنحه من وقت وجهد لتخصص ما ، فقد اصنف نفسي اكاديمية في الميدان السينمائي لان اغلب سنوات الشباب منحتها للدراسة ولتحضير شهادة دكتوراه في هذا المجال، ثم سيناريست بحكم الاعمال التي انجزتها سواء كسيناريست مستقلة او سيناريست في اطار ورشات دولية . واحيطك علما كذلك الى انني قمت بتسيير ورشات في كتابة السيناريو خارج المغرب . وفي اخر هذا الشهر غشت الحالي سأشارك في لجنة اختيار افضل سيناريو للمبتدئين في اطار مهرجان افران السينمائي. وكذا سأساهم في ندوة السينما كدبلوماسية موازية .
اما التمثيل فيأتي بالنسبة لي في المرتبة الثالثة ، فبحكم موقعي كأكاديمية وكسيناريست يصعب علي الاشتغال في اعمال قد تسيئ الي أكثر ما تضيف الى مساري الفني . لهذا فمن الأفضل أن أكون مقلة في الظهور على أن أظهر كيفما اتفق وبدون حسيب ولا رقيب.
كلمة أخيرة
أشكرك أستاذ بوشعيب خلدون على هذه الالتفاتة الجميلة وأتمنى للميدان الفني المغربي بكل مكوناته وأطيافه ، الازدهار والتقدم ، وسأبقى دائما رهن إشارة طلبتي والشباب المغربي عموما لتقديم الدعم وتطوير الية كتابة السيناريو التي لاتزال تعاني في المغرب ضعفا واضحا . والشكر للأيادي البيضاء التي تساهم في صناعة الامل .