
آربريس / حوار بوشعيب خلدون:
ضيفة هذا الشهر الدكتورة الشاعرة والكاتبة كريمة نور عيساوي
باحثة في علم مقارنة الأديان رأت النور بالعاصمة العلمية والمدينة التي تختضن اول جامعة في تاريخ البشرية .. انها فاس .. بعد الدراسة الابتدائية ثم الثانوي تابعت دراستها جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس لتحصل على شهادة دكتوراه في علم الأديان ،، مسار دراسي علمي وبحث وكتابات في مجالات عدة تتوجها كأستاذة تاريخ الأديان وحوار الحضارات بكلية أصول الدين جامعة عبد المالك السعدي تطوان..
لها العديد من الإصدارات حول تاريخ الأديان، تهتم بقضايا المرأة، شاعرة وكاتبة قصة، تشغل حاليا رئيسة مركز تنوير لتحالف الحضارات والتنمية الاجتماعية والثقافية. تنتسب إلى عدد من المراكز البحثية الدولية والعربية، أصدرت مجموعة من الدراسات والبحوث في الحقول الفكرية والإبداعية المذكورة أعلاه والمنشورة في مجلاّت علمية محكّمة وعامة، شاركت بها في مؤتمرات عربية ودولية، و حصلت على شهادات تدريبية وتكريمية في حقول الأديان والمرأة والشعر.
كريمة نور عيساوي باحثة في علم مقارنة الأديان من مواليد مدينة فاس المغرب، حاصلة على شهادة دكتوراه في علم مقارنة الأديان من جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، أستاذة تاريخ الأديان وحوار الحضارات بكلية أصول الدين جامعة عبد المالك السعدي تطوان، لها العديد من الإصدارات حول تاريخ الأديان، تهتم بقضايا المرأة، شاعرة وكاتبة قصة، تشغل حاليا رئيسة مركز تنوير لتحالف الحضارات والتنمية الاجتماعية والثقافية. تنتسب إلى عدد من المراكز البحثية الدولية والعربية، أصدرت مجموعة من الدراسات والبحوث في الحقول الفكرية والإبداعية المذكورة أعلاه والمنشورة في مجلاّت علمية محكّمة وعامة، شاركت بها في مؤتمرات عربية ودولية، و حصلت على شهادات تدريبية وتكريمية في حقول الأديان والمرأة والشعر.
س1- ما هو دور الشاعرات العربيات في الساحة الأدبية؟
لعل دور الشاعرات العربيات في الساحة الأدبية شأنه شأن الشعراء العرب، يتمثل في المساهمة الفعالة في تنشيط الساحة الأدبية والثقافية،ومحاولة العودة بالشعر إلى مكانته التي تراجعت في السنوات الأخيرة، والرقي به بعيدا عن الإسفاف و الانحطاط، ما أصبحنا نعاينه مؤخرا فيه الكثير من التجني على الشعر، هناك صور مكررة وسقوط واضح و ملموس في مستوى اللغة،ـ ناهيك عما نصادفه، بامتعاض كبير، في بعض المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من أخطاء لغوية فادحة.فدور الشاعرات والشعراء عموما السمو بالقارئ، وتبديد وحشته للشعر الحقيقي.
س 2 - المهرجانات والندوات الأدبيِّة والثقافيَّة التي شاركتِ فيها محليًّا وخارج البلاد ؟
الندوات الأدبية والثقافية التي شاركت فيها كثيرة وفي دول متعددة تراوحت بين القارات الأربع، و تناولت مواضيع مختلفة من أديان وحوار ولغات سامية وقضايا المرأة، بالإضافة إلى مشاركتي في مهرجانات أدبية وأمسيات شعرية وقصصية ومسرحية ...، ولعلي هنا سأذكر الدول التي شارك فيها فقط اختصارا للوقت ورغبة في الإيجاز، فقد شاركت حضوريا في مؤتمرات بكل من ألمانيا وإسبانيا وسويسرا وتونس والأردن والعراق والمغرب، وبما أن حوار اليوم يركز على شخصي كشاعرة سأشير إلى المهرجانات الشعرية، إذ شاركت في مهرجان الرمثا للشعر العربي في الأردن سنة 2018 وفي نفس السنة شاركت في مهرجان القيصر في الأردن ، و مهرجان الفن نور الحضارات بتركياسنة2019 وفي لقاء ارارات الدولي في زيوريخ بسويسرا سنة2017إلى جانب مجموعة من اللقاءات والأمسيات الشعرية داخل المغرب.
س3- حدثينا عن مسيرتكِ في الكتابة، متى بدأتِ الكتابة؟.
أعد الكتابة متداخلة غير منفصلة وقد أشرت إلى ذلك غير ما مرة ، بأن الكتابة بالنسبة لي مرتبطة بالحالة النفسية أو الضرورة المعرفية إذ لا يمكن الفصل بينهما. قد أجدني أتأرجح بين النصوص الإبداعية أو الأبحاث والدراسات الأكاديمية؛ الأولى سلوى للروح ألج تلك الفسحة كلما ناداني ذلك الصوت المخنوق فتكون الكتابة استجابة لنداهة داخلية ربما عاطفية أو صوفية أو تعبير عن رؤية شخصية؛ هي تطواف في عالم غامض وساحر من دون تمائم أو تعاويذ، معراج في عالم علوي وبرزخ خاص فلا يمكن أن أكون إلا أنا ولا أحد سواي لغتي صورتي ومحياي إذ لا أحسن ارتداء الأقنعة ، لذا يبقى الشعر والقصة هما الأقرب في المشي والتجوال. لكنها فُسح تخبو وتتأجج وتصبح أكثر نصاعة أثناء جلوسي واشتغالي بالأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية التي تستحوذ على جل وقتي وتركيزي واهتمامي. لعل السبب في ذلك يعود للإكراهات التي تعرقل المسير، فندرة المصادر والمراجع وقلة المتخصصين في مجال الأديان تضع على عاتق المشتغلين بهذا المجال مسؤولية كبيرة، تتمثل في استنبات هذا العلم في الجامعة المغربية؛ ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إثراء المكتبة العربية والإسلامية بأبحاث ومصنفات علمية ذات طابع أكاديمي علمي اعتمادا على آخر المناهج واللغات سواء تعلق الأمر باللغات الأجنبية وخاصة الانجليزية أو اللغات الشرقية من عبرية وآرامية وسريانية وفارسية ويونانية….
س4- متى بدأتِ الكتابة؟
لا أعلم صراحة نبع الماء لكن ما أعرفه أنه حصل الارتواء لما ولجت عالم الكتابة، قد يكون انخراطي في الدراسات العليا فتح لي آفاقا للغوص في عوالم جديدة، عالم نثري وسردي بامتياز من خلال دراستي للكتاب المقدس الذي يحبل بعوالم سردية جديدة،وصور مجازية خلاقة جديرة بالاهتمام، فوجدتني أنساق لتلك الفضاءات الغريبة، وأغيب في غياهب الأساطير، وأسافر في رحاب التاريخ القديم عبر مختلف الحضارات العابرة لتلك الأماكن على امتداد كل الأزمان... كان زوجي ورفيق دربي الدكتور سعيد كفايتي هو مشجعي الأول، والذي كان يحثني دائما على تأريخ حروفي التي كانت مبعثرة هنا وهناك في ملف خاص، وذات يوم أفاجأ به يفتح لي حسابا في الفيسبوك ويطلب مني وضع تدويناتي هناك وفعلا هكذا كانت البداية، أما في مجال الشعر فالفضل كله يرجع لشاعر يمني أكن له كل الاحترام والتقدير، فقد كان أول من بادر إلى جمع نصوصي ونشرها تباعا في مواقع متعددة سنة 2016. ولما لقيت صدى طيبا، ونالت استحسان القراء والنقاد أخذت الأمر بجدية، وعدت لدراسة الأدب من جديد خاصة، وأنني في الأصل خريجة شعبة اللغة العربية وآدابها، وكان بحث التخرج حول المسرح الاحتفالي في المغرب. لأنتقل بعد ذلك لمرحلة نشر مجموعاتي الشعرية.
س5- كيف تكتبين القصيدة؟
القصيدة تكتبني ولا أكتبها تَسْحَبُني ولا أتمنع عنها، هكذا أجدني ولجت عالمها دون إذن مسبق أو تخطيط، ليست لدي أي طقوس خاصة بالكتابة فهي غير محددة بزمان أو مكان، كما أنها لا تحمل أي تصور خاص، هي وليدة لحظتها قد تطالعك عتبة في أي لحظة فما عليك إلا تلبية الدعوة، وإلا سُلطت عليك لعنة الجفاء، هو ألم لا يدركه إلا الشاعر الذي أصابه الإحساس بالاستنفاذ وعدم القدرة على الخلق أو هجرته آلهة الشعر.
لكل ديوان طابعه الذي يميزه وظروفه الخاصة التي ولد فيها، "صهيل من فلوات الأرواح" له تيمة خاصة اصطبغ بها،هو صرخة مدوية ضد الحرب والهجرة واللجوء،أما "بقايا امرأة" فهي رسالة صريحة خطت بأنامل أطياف مختلفة من النساء المضطهدات في المجتمع، هي أصوات متعددة توحدت في صوت المرأة المخنوق وراء مجموعة من القيود التي أقرها الإنسان بعيدا عن كل مظاهر الإنسانية، أما ديوان "وأنت تكتبني آخر الأسفار "فهو وليد ظرفه الحالي وليد الحجر والإقصاء وليد المعاناة والأنانية . في حين أن "رذاذ من شفاه البوح" فهي مجموعة من النصوص لها طابع خاص كتبت في فترات متباعدة وفي أماكن مختلفة دونت أغلب القصائد بين فرنسا وسويسرا وألمانيا، فقررت إصدارها في مجموعة شعرية لتؤرخ لهذه الفترات المهمة من حياتي .
أشرت في حوارات سابقة أن قصيدتي غضة وطرية عمرها عمر طفل داخلي بدأ يشاكسني بشقاوته منذ فترة قصيرة. لكن أعتقد هي قديمة قدم قدومي لهذا العالم، هذه الذاكرة تتمنع علي، تخونني كثيرا وتهرب مني عندما أرغب في مداعبتها، ودغدغتها لأنتزع منها اعترافا متى بدأت علاقتي بالقصيدة... ربما الشعر كان يكتبني دون علمي ودون حروف مشتهاة... فهو لم يترك لي المجال لأكتشفه بل هو كشفني للعيان دون إذن مني، بسطني في صورة دون إطار وعلقني في الهواء...
اليوم وفي ظل ما عاشه العالم جراء وباء كوفيد19 ... كانت العودة إلى البيت والقصيدة والقصة بمثابة العودة لذاك الأنين المغيب على السطح أو المتجاهل من طرف الكثيرين. فقد كانت تُغطيه مباهج الحياة المصطنعة، أو الرغبة في تيسير الأمور لاستكمال المسير في سفينة الحياة. فبعد تفاقم الوضع في الواقع المعيش، وفي وسائل الإعلام بسبب الحجر الصحي في ظل جائحة كوفيد19 التي غزت العالم دون سابق إنذار، وجدنا أنفسنا فجأة في سفينة واحدة تلاطمها أمواج عاتية تثير في أنفسنا الرهبة والخوف من اللقاء، والتجمع، فكان البعد أمنا وحياة، و كان اللقاء موتا محققا.لذا كان الشعر والإبداع هو شراع المبدعين والكتاب يحاولون من خلاله توجيه السفينةـ والرسو ولو مؤقتا في بر الأمان،
س6- ما هو تصورك للشعر وطرائق تعبيره؟
الكتابة الشعرية أفق مفتوح على عالم رحب لا حدود له، ترتفع لقمة الجبل وتتدحرج لسفحه تحلق في سماء الوادي وتغوص في قعره، لعلها نسمة هواء تجدد الجسد وتنعشه، لقد كانت الكتابة منذ القدم ولا زالت هي التحقق الفعلي للوجود الإنساني، هي صوت يمشي على أطراف أنامله محملا بفكر يواجه الموت ويغدر به، الكتابة تربص مع سبق الإصرار والترصد، تقعيد للغة، وإعمال للفكر، الكتابة الشعرية عندي كما وسبق وأشرت في أكثر من لقاء حلم ممتد من غير حدود أو حواجز... تختلف طرائق التعبير باختلاف الإحساس وباختلاف الموضوع لذلك اعتقد لكل طريقته وأسلوبه وأي طريق معبدة يلجها الشاعر ستفضي لا محالة لظهوره بصورة منمطة أو مشوهة، القصيدة النثرية لينة وعصية لذلك لابد لكل شاعر أن يرسم صورته غير مكررة.
س7- ما الشروط التي ينبغي أن تتوفر للشاعرة الناجحة؟
للجواب عن هذا السؤال لابد من الإشارة إلى أن هناك شروطا ذاتية وشروطا موضوعية، أعتقد أن الموهبة سمة مهمة ومطلوبة لكن الدراسة والمتابعة هي أساس الاستمرارية وسبيل النجاح نظرا لكون الحفر والنبش وسعة الاطلاع أمور مطلوبة ومرغوبة للحفاظ على المكانة المشرفة، ناهيك عن التواضع فالغرور أو ل خطوة في سلم الفشل.
س8-أينَ تنشرينَ كتاباتكِ وأشعاركِ ( إنتاجكِ الأدبي ).. في أيَّةِ وسائل إعلام ؟
في البداية كنت أنشرها على صفحتي في الفيسبوك، وبعض المنتديات الثقافية و المواقع الالكترونية التي عرفت في تلك الفترة طفرة نوعية إلى جانب المجلات والصحف الورقية، لكن مؤخرا توقفت عن ذلك نظرا لطبيعة الفوضى العارمة التي تغزو الفيسبوك وبعض المواقع،فاقتصرت على نشرها في دواوين ومجموعات شعرية أو الصحف والمجلات الورقية والملاحق الثقافية.
س9 - ما رأيك بمكانة المرأة العربية، هل نالت حقوقها؟
إن صورة المرأة من منظوري هي نتيجة حمولات تاريخية واجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية ونفسية تكالبت لتخرج في الأخير مخلوقا ارتبط في الذاكرة الذكورية بالنقصان وعدم التكافؤ مع الرجل. إذ من الصعب تحديد صورة نمطية للمرأة فهي تمثلات متعددة تختلف باختلاف تمثلات الأفراد ومرجعياتهم، إلا أن السائد لا يخرج عن كون المرأة هي ذلك المخلوق الناعم المالك لكل مفاتن الكون، والجامع لكل مكامن الجمال. هي سر عذاب الرجل منذ الأزل، غير أن ما هو مؤكد هو أن المرأة كانت على امتداد قرون طوال ضحية فكر ذكوري مسيطر لم تستطع الفكاك منه جزئيا إلا في العصر الحديث بعدما تهيأت الظروف الذاتية والموضوعية. وخلال هذه الحقبة المظلمة في تاريخ المرأة كان تدخل الدين الذي، على الرغم من تكريمه لها، ظل محدودا وغير مؤثر. فكثيرا ما تكون الهوة متسعة ما بين النص الديني وسلطة الواقع بأعرافه..
إن نشأة الوعي بأهمية المرأة في المجتمع، والدعوة إلى تحررها، وما سيترتب عن ذلك من السهر على تعليمها، ودخولها إلى سوق الشغل، سيفضي تدريجيا إلى رد الاعتبار إليها، وإلى تصحيح بعض ما يُنسب إليها من نُقص هو نتيجة طبيعية لجهل الرجل المهيمن لقدرات وكفاءات المرأة. فقرون من تحكم الرجل بالمرأة، وسيطرته عليها، واضطهاده لها أسهم، بشكل كبير، في خلق صورة معينة عن المرأة تميل في مجملها إلى التشكيك في قدراتها، وإلى الطعن فيما يمكن أن تحققه من إنجازات. ويصح هذا الأمر على الأقل في مجتمعات العالم الثالث حيث لم تترسخ بعد بشكل تام قيم الحرية والمساواة. والغرب نفسه، وعلى الرغم من أنه قطع أشواطا معتبرة في تحرر المرأة، لم يسلم هو أيضا من مثل هذه الرواسب التي كثيرا ما تجد الطريق ممهدا للظهور بهذا الشكل أو ذاك. وليس غريبا أن تعلو بعض الأصوات النسائية لمقاومة هذا النوع من التفكير، أو لرفع ظلم مسلط عليهن بسبب تمييز في الأجر أو في تقلد مناصب المسؤولية. وخلافا للغرب فإن دول العالم الثالث، تتفاوت من حيث المكاسب التي تم تحقيقها لفائدة المرأة. فهناك دول لا تزال فيها المرأة محرومة، بالكامل، من أبسط الحقوق، وممنوعة من التعبير عن ذاتها، ورازحة، رغم أنفها، ودون أمل في الانعتاق أو التحرر، تحت سلطة الرجل الذي لا يرى فيها سوى أمة خُلقت لكي تكون في خدمته. فيما خطت المرأة في مجتمعات أخرى خطوات لا بأس بها في مجال انتزاع حقوقها، والدفاع عن كيانها المستقل.
وقد أثبتت المرأة جدارتها في مختلف المسؤوليات التي أسندت إليها، وأبانت عن كفاءة عالية في التسيير والتدبير والابتكار. لهذا سيكون من السخف والغباء أن يُشكك أحد الآن في مشروعية هذا الحق، وأن يبحث عن تعليلات، كيفما كان نوعها أو مصدرها، للتصدي له أو مقاومته بخطاب لم يعد يقنع أحدا بما فيهم أولئك الذين لا يتوانون في الترويج له عبر مختلف وسائل الإعلام. وسيكون اليوم، من غير المجدي، الرجوع إلى الخلف، والعودة للعيش في كنف الماضي
جوابا عن الشق الثاني من السؤال هل نالت المرأة حقوقها ؟ اعتقد أن واقع المرأة العربية لم يتغير بعد ثورات الربيع العربي، بل ظل ثابتا حيث نجدها كانت و لا تزال تعاني من كل أشكال التهميش والقمع والعنف الجسدي والمعنوي، لازالت تتعرض للتحرش والاغتصاب وكل مظاهر الإقصاء. لقد عانت المرأة كثيرا من ويلات للحروب، ولازالت تعاني في مخيمات اللاجئين التي تفتقر لكل مقومات الحياة الكريمة. على المستوى السياسي تمثيليتها محدودة، وتوظيفها يكاد أن يكون شكليا للتسويق الخارجي. قلما تصل إلى المراحل الأخيرة في الانتخابات، ولحد الآن نفتقر لرئيسة دولة أو رئيسة حكومة عربية .
س10- ما هي الموضوعات التي تتناولينها في كتابة نصوصك الشعرية؟
لا خصوصية عندي في المواضيع ولا طابوهات. أكتب في أغلب المواضيع المرتبطة بالمرأة من قهر واضطهاد وإقصاء وطرد وهجرة، كتبت عن الحرية وعن العبودية عن الاستغلال الجنسي عن الاغتصاب، عن الحب العاطفي عن الأمومة ... خاصة في مجموعتي الشعرية "بَقَايَا امْرَأَة"، والمجموعة الأخيرة "وأَنْتَ تَكْتُبُنِي آخِرَ الأسْفَار" .
س11حدثينا عن إصداراتك وما مشاريعك الأدبية المستقبلية؟
من عادتي أن لا أتحدث عن أعمالي إلا إذا كانت متحققة واقعيا، قريبا سنُطلق في مركز تنوير لتحالف الحضارات والتنمية الاجتماعية والثقافية مجموعة من السلاسل العلمية المتخصصة في مجال اشتغالنا، منها سلسلة أديان مقارنة وهي سلسلة تعنى بكل ما هو مرتبط بعلم الأديان المقارن من دراسات وأبحاث أكاديمية، وسلسلة ثانية اجترحها المركز إيمانا منه بأهمية اللغات في دراسة الأديان أطلقنا عليها اسم سلسلة اللغات والحضارات الشرقية وهي سلسلة متخصصة تهتم بالدراسات المرتبطة باللغات الشرقية والدراسات السامية...، أما على المستوى الشخصي، فأنا بصدد الاشتغال على موسوعة للأديان رفقة فريق البحث في علم مقارنة الأديان، وعمل جماعي تأسيسي لعلم الأديان في العالم العربي، إلى جانب مشاريع بحثية كبرى مع بعض المراكز الدولية سترى النور قريبا. دون إغفال مجموعة شعرية جديدة هي تحت الطبع .
س12-ما رأيك بمستوى الحركة الأدبية الراهنة في البلاد؟
عرفت الحركة الأدبية في المغرب في السنوات الأخيرة طفرة نوعية، إذ لم تعد حكرا على بعض الأسماء اللامعة والذائعة الصيت، وإنما غزا الساحة الأدبية جيل من الكتاب الشباب الذي استطاع بفضل حنكته ومؤهلاته أن ينتزع له مكانة في الصدارة، ويحصد عددا من الجوائز. ولعل هذا يعود لمجموعة من الأسباب نذكر منها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الالكترونية التي ساهمت في اللقاء المباشر مع المتلقي، والاطلاع على آخر إصداراته وإبداعاته، فالكتاب الرقمي سهل الوصول إليه، ولعل ظهور عدد كبير من المجلات الرقمية والورقية كان له دور فعال في ترسيخ فعل الكتابة وتشجيعه، ناهيك عن تطور دور النشر وكثرتها، وانخفاض تكلفة النشر، تطور حركية المعارض والنشاط الكبير الذي عرفته عدة مراكز وجمعيات ثقافية دون أن نغفل انفتاح الجامعات على تجارب الشباب وتشجيعها.
في الماضي كان الكاتب المبدع يجد صعوبة في التسويق نظرا لاكراهات مادية أو لاحتكار المشهد الثقافي من طرف بعض اللوبيات التي كانت مترسخة ومتجذرة، فكان لزاما على المبدع أن يمر عبر الناقد أو الوسيط النقدي إن صح التعبير الذي يحدد قيمة الإبداع، ومدى رصانته وجودته، وقد يكون هذا الرأي في بعض الأحيان مجحفا في حق المبدع مما يعيق انتشار هذا الأخير، وذيوع صوته. اليوم الأمر اختلف في المغرب، كما في جل بلدان العالم العربي، الكتابة انتعشت وانتعشت معها جل الحقول المرتبطة بها، لكن هذا لا يمنع من اختلاط الحابل بالنابل والغث بالسمين، لكن أومن دائما بأن البقاء للأصح والأجود، فالزمن كفيل بالحسم.
إلا أن الكتابة الإبداعية في العالم العربي لا زالت لم ترق لمستوى نظيرتها في الغرب،إذ تبقى مجرد هواية ورغبة ذاتية، لا يمكن أبدا اتخاذها كمهنة أو مصدر للعيش نظرا لعملية القرصنة التي يعرفها الكتاب العربي بمجرد خروجه إلى السوق، وضياع حقوق المؤلفين التي تهضمها دور النشر.ناهيك عن غياب الدعم المادي الذي تُقدمه بعض المؤسسات في الغرب لتشجيع الكتاب على الإبداع عن طريق تحويل أعمالهم وتجاربهم الشخصية إلى أفلام وأشرطة وثائقية مدرة للربح. الحركة الأدبية عرفت انتكاسة شأنها شأن باقي القطاعات الأخرى بسبب وباء كوفيد 19، لكن مؤخرا أصبحت الساحة تعرف دبيبا وهذا ينبئ بالخير.
س13-ما رأيكِ بالانترنيت ..وهل يمكنُ للانترنيت، أن يحل مكانَ الكتاب والصَّحافة الورقية( كتب وصحف ومجلات ) ؟
إن الانترنيت أو الصحافة الالكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي سيف ذو حدين. من الممكن أن تصنع نجما في بضعة أشهر، ومن الممكن الإطاحة به في أقل من يوم واحد. هي صوت من لا صوت له. هي صحيفة خاصة يُطل من خلالها المبدع على متتبعيه، ينشر عبرها إبداعاته، صورا من أنشطته، ونتفا من حياته الشخصية. لذلك يجب التعامل معها بذكاء وبرقي كبير. فهي ترجمة فورية وأمينة لذات المبدع. والمبدع الحقيقي ينبغي في نظري أن ينأى بنفسه عن سفاسف الأمور. وأنا أومن أن البقاء للأصلح والأجود سواء في الإبداع أو في غيره. ولا بد من الإشارة إلى أن بعض كبار المبدعين الذين كان لهم موقف رافض لمواقع التواصل الاجتماعي والانترنيت نجدهم مؤخرا ينخرطون فيها بقوة لإحساسهم بأن أسماءهم قد تفقد بعض وهجها إذا ما ظلوا في الخفاء. وربما قد يمسحون من الذاكرة لأن التردد على هذه المواقع يفوق بكثير قراءة الصحف والمجلات. وأنا أرى بأنها حاليا هي المنبر الأول لتسويق الأدب بمختلف مظاهره سواء العلمية أو الإبداعية، وتكمن أهميتها في اللقاء المباشر مع القارئ والتفاعل الحي معه، واعتبرها وسيلة مهمة للتوعية والتغيير وهي بمثابة أرضية خصبة لاستنبات وعي جديد ورؤى مستقبلية، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة ارتفاع مستوى الوعي لدى بعض النساء من خلال هذه المواقع خاصة فيما يتعلق بالحقوق والواجبات،كما فتحت آفاقا واسعة أمام المتلقي لينهل من المعين الذي لا ينضب، فهذه الوسيلة متاحة للجميع، وحققت نوعا من المساواة في التواصل الذي كان حكرا في الماضي على الطبقة المثقفة داخل قاعات المؤتمرات والمهرجانات والكتب والصحف والمجلات، وهي بمثابة مؤشر للكاتب عن مدى تفاعل الناس مع إبداعاته وهل هو في الطريق الصحيح، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الانزلاقات التي يكون من ورائها بعض مرضى القلوب. وهذه ظاهرة لا يخلو منها أي مجتمع إنساني. إلا أنها تتخذ أبعادا أخرى في العالم الافتراضي لأن الكثيرين يتخفون تحت أسماء مستعارة أو يتمترسون أحيانا ضمن ما يسمى بالذباب الإلكتروني. وقد نشرت منذ مدة قصيرة مقالا مطولا بعنوان أي مستقبل للكتاب الورقي في ظل العصر الرقمي؟بينت فيه أهمية النشر الرقمي في فترة الحجر الصحي، لكن أبرزت في الوقت ذاته سلبيات هذا النشر الذي لا يمكن أن يقوم مقام النشر الورقي لعدة اعتبارات أدرجتها في المقال لعل أهمها سهولة القراءة والعلاقة الحميمة مع الكتاب ورائحة الورق.
ذ.....أسئلة شخصيَّة ؟.
*البرج: برج الجدي
* اليوم المفضل: الاثنين
* اللون المفضل: الأسود
*الشراب المفضل: بعد الماء القهوة
*الأكلة المفضلة : السمك
* العطر المفضل: العطور الفرنسية
كلمة أخيرا توجهيها القراء
شكرا لدعوتكم الكريمة، أتمنى أن يعم الأمن والأمان والسلم والسلام، وأن تعود الحياة إلى سابق عهدها فنزول وباء كوفيد بعالم الصغير وملامح وباء جدري القرود تلوح في الأفق جعلنا ندرك قيمة الصحة التي يزهد فيها الكثير وأهمية الحياة في سلام التي لا يدرك معناها إلا القليل.