
آربريس / حوار بوشعيب خلدون :
ضيفتنا عاشقة للآداب وللميكروفون الدي تعتبر سيدته بدون منازع وتعتبر الإذاعة بيتها الثاني بعد عائلتها الصغيرة...
رأت النور في (هرمومو) بين احضان جبال الأطلس المتوسط الشامخة .. وربما جزء من شخصيتها في الشموخ من حبال الأطلس و«معقول» وجادة .. وفاة والدها وهي في سن صغيرة جعلها تتذوق مرارة اليتم وغير مسارها الحياتي من الانتقال من مسقط رأسها الى وجدة لتصبح المدينة مسقط العلم والتمدرس، فبدأت مسارها الدراسي انطلاقا من الابتدائي والاعدادي ثم الثانوية والجامعية ، التي تخرّجت منها سنة 1986. حصلت على الإجازة في الاداب من جامعة محمد الأول سنة 1986. بعدها التحقت بالاذاعة في فبراير 1987 في اطار الخدمة المدنية ثم بديوان وزارة السياحة لمدة 5 سنوات دون الانقطاع عن تقديم برامج إذاعية.
تجربة مهنية عمرها 34 سنة توزعت بين الوطني والعربي كمراسلة لاول قناة فضائية عربيةMBC واذاعة BBC ثم DW الألمانية.
هذا المسار المهني خول لها لأن تلقب بسيدة الميكروفون ومملكتها هي الاذاعة والتلفزيون حيث ارتبط اسم اسمهان عمور بالاذاعة وبكل ما هو ثقافي وابداعي.. انتصرت ضيفتنا للشأن الثقافي الذي اعتبرته واجهتتها وساحتها التي تدافعُ فيها على حق المواطن في الولوج إلى الثقافة والاستفادة من رأسمالها الرّمزي.
اسمهان عمور أيقونة الإذاعة الوطنية، منحَت للغة الضاد وللشعر المكتوب بها أجنحة يحلق بها في الأثير من خلال نبرةٍ رصينة ومتميزة لا تخطئها الأذن و لا القلب.
برز اسم اسمهان عمور في عدد من البرامج الثقافية التي قدمتها وكانت بمثابة قاطرة غيرت ملامج إعلامنا الوطني الإذاعي وايضا سامهت في ابراز المنتوج الثقافي ببلادنا ، نبرنامح “متابعات أدبية”، “إبداعات مهاجرة”، “حقيبة الأسبوع “، “هؤلاء اختاروا المغرب”، “اللقاء المفتوح”، “بانوراما”، “على متن باخرة وهمية”، و”حبر و قلم” الشّهير الذي انطلق سنة 1994، ويستمر الى اليوم والذي مكن اسمهان عمور ان تحاورت من خلاله أبرز الكتّاب والمبدعين والشعراء المغاربة والعرب، ونالت بفضله الجائزة الفضيّة في مهرجان القاهرة للإعلام العربي، والذي شرّف المغرب في عددٍ من المهرجانات الإعلامية في المنطقة العربية...
اسمهان عمور رمز من رمروز الإذاعة الوطنية وايضا الثقافة التي سلطت الضوء على كثير من الابداعات والاصدارات والمهرجانات عبر الهواء ...
حوار مهني وبلمسة ومسحة هذا الشهر الفضيل ،،
هكذا كان
1/ اسمهان عمور في جملة.
ــ اسمهان اعمور هو الاسم المدون في كناش الحالة المدنية . ثاني خمس اخوة من أصول امازيغية تربيت على الكفاف والعفاف والغنى عن الناس.
2/. كيف استقبلت رمضان بعد سنتين في الحجر الصحي او لنسميها سنتين من الحصار..
ـ عشنا سنتين من القطيعة وعدم الوصال بسبب الحجر الصحي وما خلفته كورونا من اهتزاز وشقوق داخل الوسط الاجتماعي.تمكنا / وهو جانب ايجابي/ من الخلوة والانصات الى الذات في غياب أي تواصل مباشر مع الاهل والاصدقاء. هذه السنة ربما لم يكن نفس الوهج الذي كنا نستقبل به الشهر الفضيل . حتى الاستعدادات كانت وكأنها شلت الايادي لذلك .واعتقد مرد ذلك الى الظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة جعل اجواء رمضان باهتة.ونحن لم نعهد ذلك قبل كورونا.
3/ عادة كيف تمضين ايامك ولياليك الرمضانية..
ـ رمضان احب الشهور الي لانه يختزل مشاهد كثيرة من الطفولة والعائلة قبل أن تبتر والجيران قبل أن يندس في شرايينهم التوجس والريبة.
كل رمضان تقفز إلى ذاكرتي مشهد المسمن على نار من الحطب ودخان الكانون في اهرمومو.والحليب الطازج تسمع نقراته في دلو معدني. وسهر الوالدة حتى السحور لنستفيق على رائحة الشاي.
تغيرت العادات واقفلت ابواب الجيران واصبح التواصل مع ما تبقى من الاهل لا يتعدى رنات الهاتف التي تنبهك الى رسالة نصية.
شخصيا لم اغير عاداتي خلال هذا الشهر الفضيل ..انام باكرا واصحو باكرا جدا. اوزع يومي بين شغل البيت والقراءة والتبضع.
4/ هل تستغلين روحانيات هذا الشهر الفضيل للقراءة ام هو فترة للاستراحة والتأمل..
ـ شخصيا رمضان واجواؤه توحي لي دوما بقراءة القرآن والتدبر والاستماع الى تفسير وتأويله وما اجتمع عليه الأئمة وما اختلف خاصة وأن وسائل التواصل بالانترنت تتيح لنا الاطلاع على قراءات ودراسات ومناظرات تتعدد فيها الملل والنحل...كما ان هذا الشهر يسمح ايضا بقراءة روايات مؤجلة وكتب تراثية
5/ اذا أسندت لك وزارة الثقافة ماهي القرارات التي ستتخدينها فورا..
ـ اذا شاء وقدر ان اتحمل مسؤولية وزارة الثقافة فاول خطوة هي المطالبة برفع ميزانيتها وان ترفع اليد على دعم بعض الجمعيات التي لاتملك من الأنشطة الا رقم الحساب
6/ ما هي الرواية التي قرأت وأثرت في حياتك وان لم تكن رواية فمن هي الشخصية التي ساهمت في بناء شخصيتك..
ـ بحكم اشتغالي في الاعلام الثقافي الذي امتهنته لسنين طويلة، مكنني الاعداد لبرنامج حبر وقلم من قراءة العديد من الروايات والدواوين الشعرية والمجاميع القصصية . وكثيرا ما تكون مجبرا على ذلك بحكم المهنة . الا انه قد تنجذب لكتابات سردية مغربية وغربية واخرى مترجمة تستلذ قراءتها وتعيش عوالمها خاصة تلك التي تبرهن على ذكاء المرأة ودهائها ، على تفوقها وعدم استهجانها ولعل روائيات مغربيات برعن في ذلك.ولنا ان نفخر باقلام الساردات المغربيات من اجيال وحساسيات مختلفة لما طرحنه من اشكاليات جد معقدة وكثيرا ما كان مسكوتا عنها..وانا لا استثني اي عمل جاد جذبني لقراءته بشغف حتى النهاية .حاليا وفي رمضان قرات السيرة الروائية جمر تحت الجلد للاستاذ محمد اقوضاض. عمر الغريب لسلمى مختار امانة الله. العين القديمة لمحمد الاشعري وثورة الأيام الأربعة لعبد الكريم اجويطي.حقيقة الرواية المغربية متعة كبيرة .
وعودة الى بناء الشخصية اعتقد ان القراءات الأولى ايام الشباب لها تأثير بالغ حين اطلعت على اولاد حارتنا واللص والكلاب وزقاق المدق لنجيب محفوظ وأنا حرة لاحسان عبد القدوس والمعلم علي للراحل عبد الكريم غلاب ويوميات في الارياف لتوفيق الحكيم وغيرها....
7/ ثلاث اسماء كنت تتمنين لو انهم لم ترحلوا عن هذه الحياة..
8/ هل تفكرين في اصدار مذكزاتك وماهو للعنوان الذي ستختاربن لهذه المذكرات .....
ـ من حسنات الجائحة انني اعتكفت على كتابة بعض من سيرتي المهنية والذاتية . وكذا ما التقطته العين من مشاهد خلال فترة الوباء.كنت قد نشرت بعضا منها في موقع الزميل الاعلامي عبد الرحيم اريري . بلغ ماكتبته 100نص واتمنى أن أصدر هذه النصوص قريبا..
9/ خارج المألوف
_ ما رأيك في الناخب الوطني خليلوزيتش.. وهل ترشحين المنتخب الوطني للمرور للدور الثاني..
ـ صراحة لا اهتم بالرياضة وكرة القد ولكن اكون دائما متحمسة للنتيجة .
«واش ربحنا ولا خسرنا» .